الموسيقى والرقصات الشعبية اليمنية

عدت منظمة اليونيسكو اللون الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه وصيانته  وتدور الأغاني الصنعانية حول الحب والغزل وتنتهي غالبا بصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أغلب كلماته من مدرسة الشعر الحميني التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى تمام الالتزام, فهو مزيج بين اللهجة المحلية والفصحى.

أنواع الألات الموسيقية اليمنية:

العود الصنعاني القديم:

العود اليمني القديم المسمى بـ"القنبوس" والمعروف في صنعاء بآلة "الطربي" هو قطعة واحدة منحوتة الجسم والرقبة من خشب شجرة الجوز الرفيع (نصف جذع). يقطع الجذع بشكل طولي ويتم تفريغه من الداخل ليكوّن تجويف العود. وحده رأس العود يُنحت من خشبة منفصلة، ويضم المفاتيح التي تلصق فيه بلحام خاص يدعى "العقب"، وهو مصنوع من قوائم الأبقار. يغطى صدر العود برق من جلد الماعز، وفي جانبه الأيمن الخارجي يكون الزند الذي تثبت فيه الأوتار. في بطن العود على الجلد توضع خشبة صغيرة تسمى "غزالة" وهي تحمل الأوتار مروراً إلى "المشط" في طرف الرقبة المرتبطة بالرأس، حيث المفاتيح التي تثبت عليها الأوتار. المفاتيح في العود اليمني عددها سبعة، ثلاثة مزدوجة وواحد منفرد، تربط بأربعة أوتار طبيعية كانت تصنع من أمعاء الماعز. ويستخدم الفنان ريشة من ريش النسر للنقر على الأوتار

آلة الناي

آلة الناي مصنوعة من القصب المجوف مفتوحة الطرفين ذات صوت شجي لها ستة
ثقوب من الأمام كل ثلاثة ثقوب مبتعدة قليلاً عن الثلاثة الأخرى وله ثقب
رابع من الوراء في منتصف الناي وهذه الثقوب مفتوحة بموجب نسب حسابية مقررة
حسب نسب السلم الموسيقي العربي

 

ألة الكمان:

 هي آلة وترية ذات أربعة أوتار, ومن أشهر الآلات التي استخدمت فيالموسيقى الكلاسكية ويوصف صوتها بأحن أصوات الآلات الموسيقية. الكمان
أرقى وأنبل الآلات الوترية ذات القوس، وهو الأكثر تعبيراً بينها عن الأحاسيس. وقد
زاحمت هذه الآلة وأسرتها سائر الآلات الوترية، وأصبحت لها السيادة عليها
منذ أكثر من قرنين، ولا تزاحمها في تلك السيادة آلة أخرى غير البيانو. إلا
أن هذا الأخير لم يستطع أن يضعف من مركز آلة الكمان أو أن ينال من
سيادتها، ذلك أن البيانو والكمان آلتان لا تتضاربان، فلكل منهما خصوصيته.
وتعد هذه الآلة من أكثر الآلات الوترية تعبيراً لأن بإمكانها تجسيد كل
التعابير الإنسانية (و يرى البعض أنها تعبر عن أرق المشاعر والأحاسيس, حتى
أقوى الانفعالات كالغضب واليأس؛ وذلك بسبب تعدد تقنيات العزف عليها، مما
يعطيها قوة تعبير خارقة.

ألة القانون :

آلة موسيقية وترية من الآلات البارزة في التخت الشرقي والعزف المنفرد، وهي أغنى الآلات الموسيقية أنغاما وأطربها صوتا، حيث أخذت مكانا مرموقا بما تتميز به من مساحة صوتية واسعة، فهي تشمل على حوالي ثلاثة دواوين أي (أوكتاف) ونصف الديوان تقريبا، وبذالك فإنها تغطي كافة مقامات الموسيقى العربية، ولهذا السبب تعتبر آلة القانون بمثابة القانون أو الدستور لكافه آلات الموسيقى العربية، حيث نستطيع أن نقول إن آلة القانون هي الآلة الأم والآلة الأساسية عند الشرق مشابهة بذلك آلة البيانو عند الغرب من حيث الأهمية، وذلك لاعتماد باقي الآلات الموسيقية عليها في ضبط ودوزنة ألحانها إضافة إلى تمركزها في وسط الأوركسترى العربية.

 

 

 

الرقصات الشعبية:

اليمن هي أصل الفن ومنبعه الأول, سنديانة النغم ودوحة الأصالة, اسم يفرض نفسه عند الحديث عن مرجعية إنسانية لأرقى أنواع الفنون الشعبية المرتكزة على قاعدة راسخة من الفلكلور الفني المتميز الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي مثل أرضية انطلقت به ومن خلاله الكثير من التيارات الغنائية الأخرى.

ويقال إن اليمن تختزن أكثر من مائة رقصة، ومع هذا الكم الهائل، إلا إنه يمكن حصرها في ثلاث رقصات عامة:

الزفين: ويرقصها اثنان على نغمات وإيقاع الآلات الشعبية في حضرة جمع من المتفرجين على شكل دائري أو مستطيل، وقد تؤدي هذه الرقصة بمشاركة رجل وامرأة.

الشرح: وتؤدي بمصاحبة الإيقاع وسط جمع من المتفرجين على هيئة دائرة كبيرة، ويشارك المتفرجون بالتصفيق والأغاني، وتؤدى هذه الرقصة من قبل اثنين قد يكون أحدهما امرأة في مناطق معينة.

البرعة: وتؤدى بمصاحبة الطبول حيث يتجمع المتفرجون على هيئة دائرة كبيرة يتوسطها اثنان أو أكثر ممسكين بالجنابي (الخناجر) ومعروف بأنها رقصة الحرب

الرقصة الشعبية الأكثر انتشارا في اليمن هي رقصة. وكلمة "برع" مشتقة من "يبرع" أو "البراعة" وتختلف أنماط الرقصة باختلاف المناطق والقبائل. فهناك البرعة الهمدانية والتهامية والحارثية واليافعية و المأربية, وكل واحدة منها تتميز عن الأخرى بالموسيقى المصاحبة وسرعة الحركة.

الترانيم والزوامل الشعبية:

الزوامل إحدى الفنون اليمنية التراثية الأصيلة. وهي من الإنشاد المصاحب لنوع معين من الرقص,  ويرقصها اليمنيون على امتداد اليمن من صعدة حتى المهـرة, مما يجعلها تشكل وحدة هووية للإنسان اليمني. وقد عرفت الجزيـرة العربيـة هذه الزوامل ورقصاتها المصاحبة لها, والموغلة في القدم عبـر اليمن؛ وعندما نتناول أشعار هذه الزوامل نجدها بمثابة سجل تاريخي, وملحمة لتاريخ أمة بكاملها, باعتبارها مرجعا لمختلف الأحداث التاريخية من القرن الثالث الميـلادي عند هجوم الرومان والأحباش على اليمن حتى يومنا هذا. إنها ملحمة بطولية للدفاع عن الأرض والعرض ورد كيد الأعداء. ويتجلى ذلك من خلال ما يتزود به الراقص من سلاح وعتاد حين تأديته لها. أما الجوانب الإنسانية فهي عظيمة لعظمة هذه القضايا اليمنية تجسـدها تلك الشعارات التي رددها الشعراء وأخمدوا بها فتنا كبيرة بين هذه القبائل, فقد مهدت أشعارهم الطريق أمام المصالحة ونبذ الخلاف وقضايا الثأر وساعدت على ترسيخ المعاهدات والمواثيق, وهذه جوانب إنسانية تستحق منا أن نكتبها بحروف من ذهب. كما اهتمت هذه الأشعار بقضايا الناس وهمومهم وقضايا الساعة وأشادت بالقبائل وكرم الضيافة والترحيب بالضيوف في الزواجات. وكان اهتمامها بالنبض الشعري أكثر من اهتمامها بالنبض الحركي للرقصة.