قصور تريم

تشتهر تريم بقصورها التي لا تعد ولا تحصى - مجموعة مؤلفة من زهاء ثلاثين قصراً شيدت خلال الفترة ما بين 1870 و1930. وخلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، نمت ثروة العائلات التجارية الحضرمية من التجارة والاستثمارات في الخارج. واعتبرت أسرة آل الكاف هي الأكثر نفوذاً. وكثير من أفراد هذه الأسرة هم رجال دين لهم مكانة محترمة في أوساط الناس, وفي الوقت نفسه، كانوا من أوائل النخب ذات التعليم الغربي في المنطقة, وقد ساهموا في المشاريع العامة تحت اسم التحديث. لا تزال قصورهم شاهدا على كل من الثراء والهوية المعقدة للنخبة الحديثة في الفترة الاستعمارية. القصور الممولة من آل الكاف وعائلات أخرى تم تنفيذها على غرار النمط الذي عرفوه  في الهند البريطانية وجنوب شرق آسيا. ونتيجة لذلك، اشتملت قصورهم على أساليب مغولية، وأخرى من المستعمرة البريطانية، والفن الحديث، والديكو، والروكوكو، والكلاسيكية الجديدة، وأساليب حداثية لم يسبق لها مثيل في اليمن. ومع اعتماد هذه الأنماط الزخرفية الأجنبية في الفن المعماري التريمي، فقد بقيت تقنيات البناء الحضرمي التقليدية -المؤسسة على تقاليد عمرها ألف عام من استخدام الطوب الطيني والجير اللاصق- النموذج الأساسي لتنفيذ هذه المباني.


جامع المحضار الشهير في  تريم والمتوج بمئذنة ترتفع 53 مترا (175 قدم)، عرفت كأحد أطول المنشآت في العالم. وقد تم تصميم المئذنة من قبل الشاعرين المحليين أبو بكر بن شهاب وعلوي المشهور. وقد تم تسمية الجامع الذي اكتمل في عام 1914 باسم "المحضار" تشريفاً للسيد عمر المحضار، وهو أحد زعماء المسلمين الذي ترعرع في المدينة فترة القرن الخامس عشر.

 

قصر آل الكاف هو الأعظم زخرفة في تريم، ويظهر بوضوح أن الأساليب الهندسية المختلفة في البناء قد اتبعت وفق قوانين مدروسة, إنه مشروع ضخم نوعا ما وليس مجرد بناء. كان القصر جميلاً في الأيام الخوالي, بمرآة سقفية وأعمدة الديكور داخل القصر.  وبمجرد وصولك إلى الطابق الثالث ستحظى بمنظر رائع لمدينة تريم.