ارخبيل سقطرى

 

يقع أرخبيل سقطرى على بعد 250 كم في شمال غرب المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن، ويتألف الأرخبيل من جزيرة سقطرى وهي الجزيرة الرئيسية في أرخبيل سقطرى الرائع والغامض،  بالإضافة الى جزر سمحة ، درسة وعبد الكوري. كما يضم الأرخبيل جزيرتين صخريتين تبدوان كأنها امتداد لمنطقة القرن الافريقي.ووفقا للتقديرات الجيولوجية، فقد انفصلت سقطرى عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو ستة ملايين سنة. وينحدر اسمها من المسمى السنسكريتي القديم " دفيباساخادارا "والذي يعني " الجزيرة المباركة".

وهي موطن أشجار اللبان المشهورة خلال العصور القديمة، حيث يوجد فقط خمس وعشرون نوعاً من اللبان في العالم بأسره، تسعةٌ منها في جزيرة سقطرى، حيث اشتهر اسم سقطرى كثيراً في حضارات العالم القديم التي كانت تعتبر اللبان والبخور والمر والصبار سلعاً مقدسة، ولهذا السبب أطلق الإغريق والرومان على سقطرى مسمى "جزيرة السعادة".

وتعتبر سقطرى أكبر الجزر في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أهم أربع جزرٍ في العالم من حيث التنوع النباتي والأحيائي، كموطنٍ لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة. وقد اتاحت لها عزلتها الطويلة عن البر الرئيس من قارتي آسيا وأفريقيا، الفرصة لتطوير أنواعٍ فريدةٍ من النباتات والكائنات الحية، مما جعلها عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع المستوطنة التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الكرة الأرضية، حيث تم تسجيل حوالي ثمانمائة وخمسين نوعاً من النباتات في جزيرة سقطرى، منها مائتان وسبعون نوعاً لا توجد إلا في هذه الجزيرة فقط، وليس في أي مكان آخر في العالم، ومن بينها شجرة دم الأخوين الأكثر أهميةً وقيمة.  كما تجدر الإشارة إلى أنه قد تم العثور فيها على عشرة من إجمالي ثمانية عشر نوعاً من النباتات النادرة والمهددة بالانقراض في اليمن، وهي بحاجةً إلى المزيد من الاهتمام والمحافظة حيث تم إدراج سبعة أنواع منها ضمن الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة كنباتات نادرة ومهددة.

ويعيش على متن جزيرة سقطرى أكثر من ستمائة نوعٍ من الحشرات وستون نوعا من العناكب وسبعة أنواع من متعددات الأرجل، بالإضافة إلى القشريات التي تضم أربعة أنواعٍ من رتبة عشاريات الأرجل مثل سرطانات البحر، وثمانية وثلاثين نوعا من متساويات الساقين و مئة نوع من القواقع الحلزونية و ثلاثين نوعا من الزواحف البرية، في حين لا يوجد هناك تنوع في البرمائيات في سقطرى، إذ تم تسجيل أربعة أنواع من السلاحف فقط، ثلاثة منها تضع بيوضها في شواطئ سقطرى.

يشكل أرخبيل سقطرى نظاماً بحرياً بيئيا مستقلا, حيث تعتبر بيئتها الهائلة والفريدة من نوعها بالإضافة إلى تنوعها البيولوجي ذا أهمية عالمية، لا تقل شأناً عن جزر " غالا باغوس "، حيث وصف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أرخبيل جزر سقطرى بــ"غالا باغوس المحيط الهندي. وتتمثل عناصر الجذب في سقطرى بخمسة عناصر وهي: النباتات / الحيوانات / الطيور المستوطنة والمهاجرة / الكهوف المغارات / الشواطئ والشلالات.

ظل أرخبيل سقطرى تحت حماية "اتفاقية التنوع البيولوجي" التي وقعتها الحكومة اليمنية في عام 1992 إلى أن تم إعلانه رسميا كأحد مواقع التراث الطبيعي العالمي من قبل منظمة اليونسكو في يوليو 2008م، حيث يُحظر إطلاقاً أي تدخل في الحياة الطبيعة لهذه الجزيرة العذراء. كما تم مؤخراً إدراج ارخبيل سقطرى كأحد المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية من قبل منظمة اليونسكو وذلك في السابع والعشرين من يناير 2017م.